قد يكون الأداء البرازيلي حاليا لا يروق لبعض عشاق كرة القدم، لكن من الذي ينكر حظوظ الفريق الكبيرة في حصد لقبه السادس في بطولة كأس العالم بعد عام من الآن؟
خمسة انتصارات و14 هدفا في مرمى المنافسين واللقب الثالث في بطولة كأس القارات وفي الطريق استعادة صدارة التصنيف العالمي، كلها عوامل تثبت أن شهية البرازيليين تنفتح عندما يتعلق الأمر بكرة القدم، فهم يرغبون في الفوز بكل شئ.
ذلك ما يريده كاكا، أفضل لاعب في بطولة القارات والبطل المطلق لحفل تقديم هوليوودي ينتظره غدا الثلاثاء بملعب سانتياجو برنابيو كعضو جديد بالنادي الملكي.
فصانع الألعاب المتألق يتطلع هو وزملاؤه إلى العودة في 11 يوليو 2010 إلى ملعب "سوكرسيتي" بحي "سويتو" الشهير في جوهانسبرج، من أجل إضافة الكأس السادسة إلى سجل البلد الذي أنجب بيليه وجارينشا وزيكو والعديد من النجوم، لكن اللاعب المتواضع يعرف أن تحقيق هذه الهدف يمر كذلك عبر بوابة التواضع.
يقول كاكا "تحدثت مع زملائي ونود أن نتجنب فورة الحماسة التي ألحقت بنا الضرر في النهاية"، في إشارة إلى المعسكر الفوضوي الذي خضع له اللاعبون قبل بطولة كأس العالم الماضية في ألمانيا عام 2006 لينتهي مشوار الفريق في البطولة عند حدود دور الثمانية مع المدير الفني السابق كارلوس ألبرتو باريرا.
ويضيف "هذه المرة كان الإعداد جادا للغاية" مبرزا حصول الفريق تحت قيادة المدير الفني كارلوس دونجا، وهو الرجل الذي يدرك أن الطريق إلى جنوب أفريقيا محفوف بالمخاطر، على لقب بطولتي كوبا أميركا وكأس القارات.
ويضيف نجم ريال مدريد الجديد "المخاطر كما هي لم تتغير، لابد من إيجاد لاعبين لائقين في ذلك الوقت ومواصلة عملنا بهدوء والقيام بما ينبغي علينا عمله والتعلم من أخطائنا. كل منتخب يقترب من كأس العالم تكون له طموحاته الكثيرة".
لكن المنتخب البرازيلي لديه فوق كل ذلك لاعبون كبار.
فمخزون الإبداع لدى كل من كاكا وروبينيو يبدو متجددا لا ينضب، لإمداد هجوم يحتله لويس فابيانو الذي تبدو الشباك وكأنها تتعاطف معه حاليا من أجل التألق.
وفي الخط الخلفي، يقدم مايكون أداء مبهرا في مركز الظهير الأيمن، الذي يتخصص فيه البرازيليون، وخاصة في الوقت الحالي مع وجود لاعب بقدر دانييل ألفيس على مقعد البدلاء.
وربما قال البعض إن ما يحتاج إليه الفريق هو الإبداع في منطقة الوسط، لكن البريق البرازيلي حتى لو قل عن المعدل المعتاد فإن الفريق يبدو متفوقا بفارق كبير عن غالبية المنتخبات الأخرى وهو ما عاد لإثباته في جنوب أفريقيا، حتى لو تسببت له منتخبات مصر وجنوب أفريقيا والولايات المتحدة في معاناة كبيرة.
لكن البرازيل تتمتع بمساعدة أكبر، بعد أن بات اللاعبون على اقتناع بأن السماء إلى جانبهم.
وجمع لوسيو قائد الفريق وصاحب هدف الفوز على الولايات المتحدة 3/2 في المباراة النهائية أمس الأحد، جميع اللاعبين في منتصف الملعب بعد اللقاء من أجل الصلاة.
وكشف رودريجو بايبا المسئول الإعلامي بالمنتخب البرازيلي أن "لوسيو قال قبل الصلاة، إنه آمن دائما بتحقيق الفوز. في أحلك الظروف كان يغلق عينيه ويقول لنفسه أن الهزيمة غير ممكنة، وأن كل شئ سيمضي على أفضل نحو".
ويضيف "وفي تلك اللحظة طلب من الآخرين الصلاة من أجل الشكر لأن ما حدث هو شئ من عند الله".
وقال نجم دفاع بايرن ميونيخ الألماني "أحد أحلام حياتي قد تحقق وأنا أهديه لأسرتي وللبرازيل. إنهم (الفريق) مجموعة رائعة وأتمنى أن يباركنا الرب وأن يمنحنا المزيد من النجاح"، مؤكدا أن البرازيل أضحت الآن تلعب باثني عشر لاعبا.