جاءت المشاركة الرابعة لقلب دفاع المنتخب البرازيلي في كأس القارات الثامنة وتسجيله هدف الفوز الدراماتيكي ورفعه الكأس لأول مرة كقائد السيليساو لتشكل أجواء مثالية لا يمكن تصديقها. ولكن هذه لم تكن نهاية قصة لوسيو في جنوب أفريقيا 2009، فقد اكتملت القصة ووصلت نهايتها المثالية بإحتلاله المركز الأول في مؤشر التحليل الفني للاعبي البطولة الذي يصدره الاتحاد الدولي تحت مسمى (Castrol).
وهو برنامج تقييمي يستعمل أحدث التقنيات لتحليل وتصنيف أداء اللاعبين بطريقة موضوعية.
وحتى مباراة الدور قبل النهائي كان لوسيو خارج قائمة العشرين الأوائل للبرنامج الذي أحتل صدارته ثنائي هجوم المنتخب الأسباني منذ الجولة الأولى.
ثم شق لوسيو طريقه إلى نادي العشرين باحتلاله المركز السادس عشر وكان تقدمه المتواصل كافياً لصعوده خمسة مراكز إضافية ليصبح في المركز الحادي عشر بعد الفوز على جنوب أفريقيا في نصف النهائي.
وبحسب البرنامج فأن قائد البرازيل قدم أحد أفضل العروض في البطولة خلال المباراة النهائية أمام الولايات المتحدة الأمريكية وصنف عرضه الى جانب ذلك الذي قدمه الإيطالي جيوسيبي روسي عندما أنقذ منتخب بلاده أمام الولايات المتحدة الأمريكية والإستعراض الفردي المدمر الذي أظهره فرناندو توريس أمام نيوزيلندا ما سمح له بالتربع على صدارة الإحصائيات.
وحل المدافع البرازيلي وقلب دفاع بايرن ميونيخ الألماني في صدارة البرنامج برصيد 1551 نقطة، متفوقا على زميله كاكا الذي تأثره تقييمه بسبب بعض اللحظات الدفاعية المهزوزة التي من بينها فشله في اللحاق بلاندون دونوفان ومنعه من تسجيل الهدف الثاني للولايات المتحدة الأمريكية.
وبرغم حصوله على نقاط إضافية بسبب بعض اللمحات الهجومية والتمريرات المذهلة، تراجع كاكا مركزاً وحل ثالثا خلف تميمة المنتخب الأمريكي "كلينت ديمبسي".
فلاعب وسط فولهام "حسب البرنامج" قدم أداءً مذهلاً امام مصر وإسبانيا، وكان ثاني أكثر لاعبي وسط الميدان والهجوم المؤثرين خلال النهائي بعد لاندون دونوفان متفوقاً على كاكا، إلا أنه حرم في الختام من احتلال المركز الأول بسبب الأداء الملهم الذي قدمه لوسيو في هذه المباراة.
وقدم لوسيو خلال البطولة بأكملها لمحات هجومية لكنه إحتفظ بالأفضل للنهاية بتسجيله كرة رأسية صاروخية أكمل من خلالها عودة منتخب بلاده من بعيد بعدما بدأها زميله لويس فابيانو الذي أنهى البطولة في صدارة الهدافين ما سمح له في الصعود من المركز العاشر إلى الخامس في مؤشر (Castrol) بفضل الأداء البطولي الذي قدمه، وكان بإمكانه أن يهدد لوسيو ويخطف منه الصدارة لولا المستوى المخيب الذي ظهر به خلال المواجهة الأولى مع الولايات المتحدة الأمريكية في مرحلة المجموعات.
وبوجود لاعبين مثل الأسباني توريس والبرازيلي مايكون، والأسباني الثاني كابديفيلا والمصري أبو تريكة في نادي العشرين الأوائل، يشكل برنامج الفيفا الجديد ((Castrol لتحليل الأداء الفني للاعبين مرآة الأداء الذي قدّم على ملاعب جنوب أفريقيا 2009.
جدير بالذكر أن أبرز الغائبين عن نادى العشرين الأوائل في البرنامج الحارس الأمريكي تيم هاوارد الذي نال القفاز الذهبي لأفضل حارس في البطولة.
فالحارس الأمريكي قام بثلاث وثلاثين صدة خلال البطولة، أي أكثر بحوالي الضعف عن أقرب ملاحقيه، لكن شباكه تلقت أيضاً أهدافاً أكثر من أي حارس آخر، وتأثر تقييمه كثيراً بالأداء المهزوز الذي قدمه في المباراة الأولى لمنتخب بلاده أمام إيطاليا.
وجاء ترتيب هاوارد حسب البرنامج كثاني أفضل حارس في جنوب أفريقيا 2009 خلف العراقي محمد كاصد الذي قدم أداءً مذهلاً مع أبطال آسيا ولم تهتز شباكه سوى في مناسبة واحدة خلال ثلاث مباريات.